خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا ١١٩ يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا ١٢٠﴾ [النساء: 117- 120] هذا موقف الشيطان من بني آدم يحاول أولاً أن يغير دينهم وعقيدتهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ويجعلهم كفارًا إما يهودًا أو نصارى أو ملاحدةً أو مجوسًا أو ما سنح له من ملل الكفر فإذا لم يستطع تحول إلى أن يحملهم على تغيير خلق الله في أجسادهم ويزيل الجمال الذي جعله الله فيهم طاعة للشيطان واستجابةً له وتشبهًا بأعداء الله، كل هذا من الانحراف وتغير الفطر السليمة إلا من عصم الله، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الحجر: 42]، فالله استثنى عباده المؤمنين الصادقين الصابرين على دينهم لأنه ليس لشياطين الإنس والجن عليهم سلطان ﴿إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الحجر: 42] والعياذ بالله، فالواجب على المسلم أن يحذر من شياطين الإنس والجن فإذا لم يستطيعوا صرفه عن دينه أو عن بعضه فإنهم يحاولون تغيير صورته الجميلة فيأتون إلى الرجل الذي خلق الله له لحيةً جمالاً لوجهه وزينةً له ورجولةً فيأمرونه بحلقها ويأمرونه بتغذية الشارب بدلاً عنها عكس ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله: «جُزُّوا الشَّوَارِبَ» ([1])، «وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ» ([2]) «وَأَرْخُوا اللِّحَى» ([3]) «وَفِّرُوا اللِّحَى» ([4]) «أَعْفُوا اللِّحَى» ([5])، أوامر في الصحيحين وغيرهما، لكن شياطين الإنس والجن يحملون بعض المسلمين أو ضعاف الإيمان على أن يعصوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيزيلوا هذه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (260).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد