×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

الصفة الكاملة إلى صفة ناقصة إلى أن يتشبهوا بالكفار يتشبهوا بالنساء فيحلقوا لحاهم ويوفروا شواربهم، أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بتقصير الثياب فوق الكعبين فأبوا إلا أن يرسلوا ثيابهم وأن يسبلوا ثيابهم ويجروها على الأرض لا لشيء إلا لأن الشيطان أمرهم بذلك ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاهم عن ذلك فهم أطاعوا الشيطان وعصوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأي جمال في الإسبال يا عباد الله؟ أي جمال في الإسبال بالله عليكم؟ إن الجمال في اللباس الشرعي الذي يكون فوق الكعب الذي يستر العورة ويجمل الهيئة، وأما الإسبال حلق اللحى وإعفاء الشوارب فإن هذا من التشويه القبيح ولله در القائل:

يقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسن

أما النساء، وما أكثر ما أغوى النساء والعياذ بالله خصوصًا في هذا الزمان فمنهم من يستعملن الوشم وهو أن تشرط الجلد بمشرط حتى يسيل الدم ثم تحشوه صبغة سوداء حتى يصبح خطًا على الجلد لا يزول ويبقى، يبقى هذا الوشم وقد لعن صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة. أو أن يأمر المرأة في أن تأخذ حواجبها أو تقص منها وهذا هو النمص «وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة». وكذلك الشيطان يأتيها في أسنانها حتى يتدخل في أسنانها، الله جعل الأسنان جمالاً وجعلها قوة، قوةً يتقوى بها الإنسان على الأكل وعلى الكلام، وفيها جمال للإنسان يأتي الشيطان إلى هذه المرأة فيأمرها بالفلج، المتفلجات للحسن ملعونات في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَالنَّامِصَةَ وَالْمُتَنَمِّصَةَ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ» ([1]). والتفلج معناه أن تأتي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4604)، ومسلم رقم (2125).