وهذه الدعايات الباطلة ويقول إن فلانًا جربها وحصل له مقصوده وإن فلانًا تركها وكذب بها فحصل له نكسة وحصل له كذا وكذا، فليتق الله كل عبد مسلم، وأن يعلق قلبه بالله عز وجل ويتوكل على الله، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا﴾ [الطلاق: 3] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى شَيْءٍ وُكِلَ إِلَيْهِ» ([1])، فقد يخذله الله ويكله إلى هذا المخلوق الضعيف الذي اعتمد عليه، فيهلك والعياذ بالله، فاتقوا الله عباد الله، تبصروا في دينكم وسلوا الله الثبات، فإنكم في زمان عظمت فيه الفتن والدعايات الباطلة، وسهل وصولها إلى الناس، واختلط الحابل بالنابل، فعلى المسلم أن يخاف على دينه ولا يقول أنا مؤمن أنا متعلم أنا درست العقيدة أنا، أنا...، لا يأمن أنه يبتلى وأنه يخدع وأنه يستدرج فإن إبراهيم عليه السلام وهو الذي كسر الأصنام بيده ولقي في ذلك ما لقي من العذاب وصبر، يقول: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي﴾ [إبراهيم: 35] يقول في دعائه لربه: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبراهيم: 35] إبراهيم خاف على نفسه أن يعبد الأصنام وأنت تأمن على نفسك ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦﴾ [إبراهيم: 35، 36] ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالأَبْصَار ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، تَقُولُ لَهُ عَائِشَة أُمّ الْمُؤْمِنِين رضي الله عنها: وَأَنْتَ تَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، وَمَا يُؤَمِّنُنِي وَقُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرحمن، إِذَا أَرَادَ أَنْ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2645).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد