فَتُثِيرُ سَحَابٗا
فَيَبۡسُطُهُۥ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ يَشَآءُ وَيَجۡعَلُهُۥ كِسَفٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ
يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦۖ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ
إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ٤٨ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن
قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ ٤٩ فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ
ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ
ذَٰلِكَ لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٥٠﴾ [الروم: 48- 50].
اعتبروا يا عباد الله،
واشكروا نعمة الله، واشكروه على نعمه، واشكروه على نعمة المطر، الذي أنزله الله
عليكم وجعله رحمةً لكم ولأنعامكم، ولما تعلمونه من مخلوقات الله، ولو شاء لحبسه
عنكم فساءت حالكم وتغيرت أموركم فهذا فضل من الله عز وجل ينزله ويحبسه وهو أعلم
سبحانه وتعالى بمصالح عباده فإنزال المطر فيه عجائب دالة على قدرة الله سبحانه
وتعالى حيث أنه ينشئ السحاب ثم يلقحها بالماء ثم تسوقها الرياح بأمر الله إلى حيث
شاء الله، ثم يأمرها فتمطر وتمر على الأرض وهي محملة بالماء والأرض مجدبة فيحبسها
سبحانه وتعالى عنها فهو يصرفه سبحانه وتعالى كيف يشاء وينزله بقدر معلوم لو زاد
لأغرق العباد وأفسد الأرض ولكنه ينزله بقدر معلوم كما قال تعالى: ﴿وَمَا
نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ﴾ [الحجر: 21]، يعم به الأرض مرتفعاتها ووهادها
وأوديتها؛ لأن الله ينزله من أعلى، ولو كان الماء يأتي من أسفل لذهب مع وهاد
الأرض، ولكنه ينزله من أعلى ليعم الأرض بمرتفعاتها ومنخفضاتها، فهذا من نعمة الله
سبحانه وتعالى ومن آياته الدالة على قدرته فتأملوا رحمكم الله في هذا المطر وما
فيه من الآيات البينات الدالة على قدرة الله عز وجل ؛ لتعلموا أنه من الله عز وجل
وأنه هو الذي نزله وهو الذي يحبسه سبحانه وتعالى، فهو مأمور بأمر الله حيث ينزل
وحيث يمتنع وفي هذا رد على الطبائعيين والملاحدة الذين ينسبون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد