×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 المطر إلى الطبيعة أو ينسبونه إلى الأحوال الفلكية، أو ينسبونه إلى الأراضي المناخية وينسون قدرة الله عز وجل، فهذه صفة الكفرة الذين لا يؤمنون بالله، أما أهل الإيمان فإنهم يعلمون أنه من الله فيشكرون الله سبحانه وتعالى على ذلك.

روى البخاري في ((صحيحه)) عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل (أي: على إثر مطر) فلما انصرف إلى أصحابه قال: «مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ». قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ: «قَالَ اللهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللهِ وَبِرِزْقِ اللهِ وَبِفَضْلِ اللهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي» ([1])، فهذا المطر نزوله وتصريفه وتقديره دال على أنه من الله على أنه من حكيم حميد يضع الأشياء في مواضعها لا أنه من الطبيعة أو من المناخات أو من ظهور النجوم أو اختفائها وإنما هو من الله جل وعلا، لو كان من المناخات كما يقولون لما أجدبت بلاد أوروبا وغالبها أصابها القحط أو بلاد أفريقيا مع أن مناخاتها كما يزعمون مناخات صالحة للمطر أو لنزول المطر، فالله هو الذي ينزله ويحبسه في كل مكان سبحانه وتعالى ولو كان من تأثير النجوم، فالنجوم تخرج كل صباح وتغرب ولا يحصل أمطار فدل على أنه بيد الله سبحانه وتعالى لا دخل للنجوم ولا للأفلاك ولا للمناخات الأرضية، وإنما هو بأمر الله ولهذا شرع الله لنا الدعاء عندما ينحبس المطر، وشرع لنا صلاة الاستسقاء من أجل أن نتوب إليه ونتضرع إليه فينزل رحمته علينا، كذلك يا عباد الله


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (810)، ومسلم رقم (71).