×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

﴿وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ [الجمعة: 2]، وهو القرآن الكريم ﴿وَٱلۡحِكۡمَةَ [الجمعة: 2]، وهي السنة النبوية، ﴿وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ [الجمعة: 2]، أي: قبل بعثته صلى الله عليه وسلم كانوا في ضلال حيث أنهم كانوا يعبدون الأصنام والأشجار والأحجار كانوا متفرقين في عباداتهم متفرقين في سياستهم فقراء عالةً على الأمم الأخرى، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأنقذهم به من الجهالة وعلمهم به، علمهم به من الجهالة وهداهم به من الضلالة، صاروا سادةً في العالم ونشروا هذا الدين، ونشروا هذا العلم، ونشروا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم في مشارق الأرض ومغاربها من بعده فتحولوا من أمة أمية إلى أمة متعلمة، تحولوا من أمة ضالة إلى أمة مهتدية، تحولوا من وحوش إلى آدميين أذكياء، تحولوا في أخلاقهم في عباداتهم في معاملاتهم في جميع أمورهم حتى صاروا قادة الدنيا، وذلك باتباعهم لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعلمهم من هذا الكتاب القرآن الكريم والسنة النبوية وقوله (في الأميين) ليس معناه أنه رسول إلى الأميين خاصةً أي: إلى العرب خاصة بل إن رسالته لجميع العالم، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا [سبأ: 28] قال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا [الأعراف: 158]، فهو رسول الله إلى العالمين ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ [الأنبياء: 107]، ولكن الله مَنَّ على العرب خاصةً جعل بأن هذا الرسول منهم ويتكلم بلغتهم ويعرفون نسبه ونشأته فالنعمة عليهم أتم من غيرهم، ولذلك خصهم الله بالذكر.

وبعثة هذا الرسول هي إجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل لما قالا: ﴿رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ


الشرح