إيمانك حتى ربما يصل إلى مثقال ذرةً أو أقل من ذلك قال صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ
أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1])، وفي رواية: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِْيمَانِ مِثْقَالُ
حَبَّة» ([2])، فعلى المسلم أن يهتم بإيمانه، وأن يتجنب ما ينقص بإيمانه أو يضعفه أو
يزيله بالكلية من المعاصي والمخالفات، ومن مجالس الشر ومجالسة أهل الشر، فإن
مجالستهم تضعف الإيمان.
ومجالسه أهل الخير وسماع الذكر ﴿ٱلَّذِينَ
إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ
ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [الأنفال: 2] مجالسة أهل الخير وسماع الذكر يزيدان في الإيمان، فعلى
الإنسان أن يحافظ على إيمانه من المنقصات والمغيرات أشد مما يحافظ على ماله، فإن
الإيمان إذا زال أو ضعف خسر صاحبه خسارة الدنيا والآخرة، أو خسر خسارةً كبيرةً
ولكن إذا حافظ على إيمانه ونماه، فإنه يسعد في الدنيا والآخرة، فحافظوا على
إيمانكم وتجنبوا الفتن، تجنبوا الفتن ومواطن الفتن وأهل الفتن حتى تسلموا في
إيمانكم وحتى تستقيموا في دينكم فإن كثيرًا من الناس لا يبالون بإيمانهم زاد أو
ضعف بل لا يهتمون بزيادته وإنما يعملون على نقصانه وإضعافه من غير مبالاة، فاتقوا
الله عباد الله وحافظوا على إيمانكم أكثر مما تحافظون على أموالكم، فإن الإيمان هو
رأس المال في الحقيقة أما متاع الدنيا فإنه عرض زائل، وفتنة إلا من رحم الله.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
الصفحة 4 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد