×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

اللهم سلم سلم. ولعل فيما وقع موعظةً لمن بقي في قلبه عقل أو تفكير أن يرجع إلى الصواب، وأن يقنع بما أحل الله له وألا يغامر في هذه المعاملات المجهولة هذه المعاملات المشبوهة ألا يغامر فيها، تعطلت الأسواق الآن، تعطل البيع والشراء في العقارات تعطل البيع والشراء في المواشي والأقمشة والأطعمة تعطل البيع في التجارات المعروفة النقية، وانصرف الناس إلى التعامل بهذه الأسهم وهذه الشركات وهذه الأمور التي لا يعلم مداها فكانت بعض النتيجة والله أعلم بما تؤول إليه الأمور، كانت النتيجة ما سمعتم مما لا يخفاكم فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وألا يغامر تعطلت الأعمال الآن حتى الموظف أصبح لا يؤدي الوظيفة على المطلوب وإنما ينشغل مع الشاشة ومع الأسهم ومع، ومع، ولا يؤدي عمله وإنما يحضر بصورته وأما قلبه فهو مع الشاشة مربوط فيها حتى في الصلاة كثير منهم لا يعقل الصلاة يحضر جسمه، وقلبه مع الشاشات ومع الأسهم يفكر فيها فانصرف الناس عما ينفعهم في دينهم ودنياهم إلى مجهول العاقبة ولا حول ولا قوة إلا بالله فعلى المسلم أن يتقي الله وألا ينجرف مع الدعايات ومع أصحاب الأطماع الذين روجوا على الناس ليأخذوا أموالهم ويثقلوهم بالديون والغرامات أو الخسارات التي لا طاقة لهم بها فاتقوا الله عباد الله قال صلى الله عليه وسلم: «لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ»  ([1]).

إن خير الحديث كتاب الله...

***


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (2144)، والطبراني في « الأوسط » رقم (3109).