×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ١٠ [الشمس: 7- 10] قد أفلح من زكى نفسه بالطاعات وطهرها من الذنوب والسيئات، فإنه ينال الفلاح عند الله سبحانه وتعالى.

﴿وَقَدۡ خَابَوالخيبة ضد الفلاح، ﴿وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا أي دسى نفسه بالذنوب ودفنها بالمعاصي والسيئات خاب وخسر.

وهناك زكاة البدن: وهي زكاة الفطر فإنها زكاة للبدن وطهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمه للمساكين.

والنوع الثالث: زكاة المال: وهي حق أوجبها الله في أموال الأغنياء للفقراء، قال تعالى: ﴿وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ [الذاريات: 19] فهي فرض وحق واجب وليست تبرعًا من صاحب المال وإنما هي فرض في ماله وحق عليه وسميت زكاةً لأنها تزكي المال وتنميه وتحفظه من الآفات وتطهره وتطهر نفس المزكى من الشح والبخل فهي طهارة ونماء وزيادة في المال قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة: 103]، فقوله: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ هذا يدل على أنها ليست باختيارهم وإنما هي حق فرض يأخذه ولي الأمر منهم ويدفعه لمستحقيه وإن دفعوه هم وأعطوه الفقراء وصل المقصود: ﴿وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ  فهم إذا دفعوها حصل المقصود وإذا لم يدفعوها فحينئذ يتدخل ولي الأمر فمن منع الزكاة جاحدًا لوجوبها فهو مرتد عن دين الإسلام يستتاب، فإن تاب وإلا قُتِل يُقْتَل مرتدًا كافرًا عن دين الإسلام والعياذ بالله، وأما إذا كان يقر بوجوبها لكن منعها بخلاً فإنها تؤخذ منه قهرًا؛ لأنها حق واجب عليه، فإن كان معه قوة ومنعة يتحصن بها فإن ولي الأمر يقاتله كما قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي


الشرح