ويتوب الله على المقصرين في زلاتهم وخطيئاتهم، فهذا من كرم الله وجوده
ومواسم الخير لا تزال تتكرر مع المسلمين في كل يوم وفي كل أسبوع وفي كل سنة، قال
صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى
الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا
اجْتُنِبَت الْكَبَائِرَ» ([1])، شهر نوه الله بشأنه، وأنزل فيه قرآنه، قال تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ﴾ [البقرة: 185]، قد شرفه
الله بتشريفات كثيرة، أولها: أن الله أنزل فيه القرآن أي: ابتدئ نزول القرآن
على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في أول البعثة، ثم توالى نزوله على
الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب الوقائع والحوادث حتى تكامل نزوله عند وفاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وفي إنزال القرآن في هذا الشهر تنبيه على تلاوة القرآن
الذي أُنزِل في هذا الشهر، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوته وكان
الصحابة والسلف الصالح يقبلون على تلاوة القرآن في هذا الشهر أكثر من غيره، لقوله
تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185]، فهو شهر القرآن إنزالاً وتلاوةً وتدبرًا.
ومن فضائل هذا الشهر: أن الله خصه بليلة واحدة هي خير من ألف شهر وهي ليلة القدر التي قال الله جل وعلا فيها بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ و وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥﴾ [القدر: 1- 5]، فهي ليلة عظيمة من وافقها ووفق للعمل الصالح فيها فإنه يعادل العمل في ألف شهر، وهذا فضل عظيم يسوقه الله للمسلم بسهولة ويسر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (233).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد