ويتحقق قيام رمضان بالقيام مع الإمام حتى ينصرف، كما قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ
لَيْلَةٍ» ([1]). فهو شهر عظيم نوَّع الله فيه أنواع الطاعات، ومن فضائله العظيمة:
أن الله ييسر للمسلم العمل فيه ويكف عنه أعداءه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ
النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» ([2])، بمعنى: أنه يمنع من أن يُخذَّل المسلم عن عبادة الله وطاعته كما كان يفعل
ذلك في غير رمضان، كل ذلك من أجل أن يتاح للمسلم العمل في هذا الشهر، وأنتم
تلاحظون أثر ذلك في نشاط المسلمين في الطاعات في هذا الشهر؛ لأن عدوهم الشيطان
الذي كان يخذلهم ويشغلهم قد ربط وصفد بالأصفاد، فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى
فاشكروا الله على نعمته واتقوه في عبادته، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن
قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1375)، والترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1364)، وابن ماجه رقم (1327).
الصفحة 4 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد