سفره وفي صحته وفي مرضه وفي أمنه وفي خوفه لا يضيعها أبدًا حتى في شدة الخوف﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ٢٣٩﴾: [البقرة: 238، 239]، تصليها وأنت تركض على قدميك هاربًا من العدو، أو على راحلتك أو على سيارتك أو على طائرتك إذا حان وقتها فلا تضيعها أبدًا لا في بر ولا في بحر ولا في جو ولا في أرض ولا في حال صحة ولا في حال مرض، ولا في حال أمن ولا في حال خوف لكن تصليها على حسب حالك: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة: 286]، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» ([1])، وفي روايةٍ: «يُصَلِّي مُسْتَلْقِيًا عَلَى قَفَاهُ وَرِجْلاَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ» ([2])، فدل على أن الصلاة لا تترك بحال ما دام عقل الإنسان باقيًا ولكنه يصليها على حسب استطاعته، ولا تسقط عنه أبدًا ما دام عقله باقيًا، وفكره موجودًا فإنه لا يترك الصلاة، هذا مما يدل على أهمية الصلاة التي تهاون بها كثير من الناس ولم يقيموا لها وزنًا وحتى يصليها فبعض الناس، لا يصليها على الوجه المطلوب، وإنما يصليها، حسب ما تمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء، ولهذا قال جل وعلا: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]، المراد بهم الذين يضيعون أوقاتها ويصلونها في غير أوقاتها ولا يؤدونها كما أمرهم الله فهم يصلون في الصورة، ولكن لا يصلون في الحقيقة، فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على دينكم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1066).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد