وقالَ صلى الله عليه وسلم لعليِّ بْنِ أبي طالبٍ
رضي الله عنه: «لاَ تَدَعْ صُورَةً إلاَّ طَمَسْتَهَا وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا
-يعني: مُرْتفِعًا- إلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1])، ولمَّا رأى صلى
الله عليه وسلم في بيتِ عائشةَ رضي الله عنها قِرامًا على الجِدارِ فيه تصاويرُ
أبَىَ أن يدخُلَ البيتَ حتى أُزِيلَ ([2]).
ومِن بينِ أظهُرِنا
الآنَ أُناسٌ يَدْعُونَ إلى إِحْياءِ الآثارِ والبِناء عليها؛ حتَّى إن بَعْضَهُم
يَدْعُو إلى أن تُبنَى عليها مساجِدُ تخليدًا لها دونَ نظرٍ منهم - هداهم الله -
إلى النهيِ الواردِ والتحذيرِ المُؤَكَّدِ عنْ ذلِكَ، ودونَ تقديرٍ للنتائجِ التي
خافَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أُمَّتِه مِن هذا العملِ ودونَ اعتبارٍ
بما حصَلَ للأُمَمِ السَّابِقَة لمَّا غلَتْ بآثارِ أنبيائِها وعُظَمائِها، وما
جرَّها ذلك إليه من الشِّرْكِ لمَّا غلَوْا في الأنبياءِ والصَّالِحين وعظَّمُوا
آثارَهُم.
فالواجبُ على الجميعِ: التقيُّدُ بِما
شرَعَهُ اللهُ ورسُوله، وتَرْكُ ما نهَى اللهُ عنه ورسُولُه.
والواجبُ في حقِّ
الأنبياء والصالحين: مَحَبَّتُهم والاقتداءُ بهم والسَّيْرُ على نَهْجِهم لا
العنايةُ بمساكنِهم والمواضع التي أقاموا فيها؛ فإن ذلك شَرٌّ مَحْضٌ نهَى الله
عنه ونهى عنه رسولُه.
قال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أنْبِيائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَساجِدَ، ألاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ! فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ([3]). وقال صلى الله عليه وسلم في مرَضِ موتِه: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى،
([1])أخرجه: مسلم رقم (969).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد