×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

«وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِمْ»، وذلك إنما يكون ببيان حقيقةِ الإسلامِ عقيدةً وشريعةً وعبادةً وأخلاقًا ولا يتحقَّقُ ذلك إلاَّ بالتَّعليمِ الصَّحيحِ للإسلامِ، وأنَّ الكفَّارَ لمَّا لمْ يستطيعوا صَرْفَ المسلمينَ عنِ الإسلامِ ولا صدَّ من يُريدُ الدُّخولَ فيه أرادوا صَرفَ المسلمين والرَّاغبينَ في الدُّخولِ فيه عن تعلُّمُهِ على الوجْهِ الصَّحيحِ، فصاروا يُحاولونَ تغييرَ المناهجِ الدِّراسيَّةِ حتى لا يعرِفَ المسلمونَ حقيقةَ الإسلامِ ويكتفونَ بالتَّسمِّي به من غيرِ معرفَةٍ لحقيقتِه وعملٍ بشرائعِه وأحكامِه، وأن يكونَ الإسلامُ كالشرائعِ المُحَرَّفةِ المغيَّرةِ من يهوديَّةٍ ممسوخَةٍ منسوخَةٍ ونصرانيَّةٍ وثنيَّةٍ صليبيَّةٍ؛ ولذلك يُشجِّعونَ الفِرَقِ المتسمِّيَةِ بالإسلامِ وهي على ضلالةٍ وانحرافٍ لكي يضربوا بها الإسلامَ الصَّحيحَ.

فهم لا يُمانِعون منْ بقاءِ إسلامٍ لا ولاءَ فيه للمسلمين وبَرَاءَ فيهِ من الكفَّارِ والمشركينَ، لا يُمانِعون من بقاءِ إسلامٍ لا يُحكَمُ بتشريعاتِه لا يُمانِعون في بقاءِ إسلامٍ تُجعَلُ العبادةُ فيه لغيرِ اللهِ منَ الأولياءِ والصَّالحينَ، بقاءِ إسلامٍ يكونُ اسمًا بلا مُسمًّى جِسْمًا بلا روح، ولكنَّ اللهَ سبحانَه تكفَّلَ بحِفْظِ هذا الدِّينِ وبقائِه إلى قيامِ السَّاعةِ، فقال تَعَالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُم وَلاَ مَن خَالَفَهُم حَتَّى يَأتِيَ أَمرُ اللهِ » ([1])، وقال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1920).