المسلمينَ وعقيدتِهم، فالواجبُ التنَبُّهُ لهذا
الأمرِ والابتعادُ عن مثلِ هذه الأمورِ التي لا مصلحةَ للإسلامِ والمسلمينَ فيها
بل فيها مضرَّةٌ عليهم وعلى دِينِهم.
ولئنْ قيلَ: إنَّ هذه الآثارَ
تُذَكِّرُنا بالرَّسولِ وأصحابِه وتُذَكِّرُ بالسَّلفِ الماضين فإنَّ هذا مثْلُ
قولِ الشَّيطانِ لقومِ نوح: صوِّرُوا صورَ الصَّالحينَ وانصِبُوها على
مَجَالِسِكُم لِتَتَذَكَّروا بها أحوالَهم وتعمَلوا مثلَ عمَلِهم، وكانتِ النَّتيجةُ
أنَّهم عَبَدوها في النِّهايةِ فهَلَكوا.
نسألُ اللهَ أنْ
يهدِيَنا وإخوانَنا المسلمينَ لإحياءِ السُّننِ وإِماتَةِ البدَعِ والتمسُّكِ
بالسُّنَّةِ.
ولئنْ قالَ قائلٌ: منْ دُعاةِ إحياءِ آثارِ الصَّالحينَ: إنَّ ذلكَ منْ محبَّتِهم وإحياءِ ذِكْرَياتِهم، قلنا له: إنَّ مَحبَّةَ الصَّالحينَ دِينٌ نَدِينُ اللهَ بها، ولكنْ مَحَبَّتُهُم تَقْتَضِي اتِّباعِهم والاقتداءِ بهم لا إحياءَ آثارِهم السكنيَّةِ وغيرِها؛ لأنَّ هذا منَ الغُلُوِّ في حقِّهم وقد نَهَى نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عنِ الغُلوِّ في حقِّه، وفي حقِّ غيرِه من بابِ أوْلَى، فقالَ: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1])، وقال: «لاَ تَجْعلُوا قَبْرِي عِيْدًا» ([2]) وقال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([3])، وقال لعليٍّ رضي الله عنه: «لاَ تَدَعْ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([4])،
([1])أخرجه: البخاري رقم (3445).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد