×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

إيمانُهم وعقيدتُهم والْتزامُهم بالتَّشريعِ الذي حَفَلَ به القرآنُ الكريمُ والسُّنَّةُ الشَّريفةُ دونَ مَساسٍ بالعقيدةِ وأيضًا دون انجرافٍ إلى المُغالاةِ».

وأقولُ: الحمدُ للهِ هذا المطلوبُ وهو الذي ندعوا إليه وهو عدمُ المَساسِ بالعقيدةِ بالغلوِّ في القبورِ وإحداثِ شيءٍ حولَها لمْ يُشْرَعْ في القرآنِ والسُّنةِ الشَّريفةِ، وليسَ في هذا مغالاةٌ وإنَّما فيهِ اتِّباعٌ وامتثالٌ واعتدالٌ واتِّباعٌ للكتابِ والسُّنةِ.

سادسًا: ثمَّ قالَ الكاتبُ الجفريُّ: «أليسَ لدَى هؤلاءِ ذريعةٌ لهدمِ ومحوِ آثارِ الإسلامِ في مكَّةَ المكرَّمةِ والمدينةِ المنورةِ سِوى تُهمةِ عبادةِ الأحجارِ حتى فقدنا أهمَّ وأكثَرَ آثارِ الإسلامِ الأساسيَّةِ».

نقولُ له: آثاُر الإسلامِ الحقيقيةِ هي إقامةُ مَعَالِمِهِ الشَّرعيَّةِ وأحكامِه العادلةِ والتمسُّكُ بالكتابِ والسُّنةِ وهديِ السَّلفِ الصَّالحِ من الصَّحابةِ والتَّابعينَ ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ، وعمارَةُ بيوتِ اللهِ الَّتي أَذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فيها اسمُه وفي مقدِّمَتِها المسجدُ الحرامُ والمسجدُ النَّبويُّ والمسجدُ الأقصى التي تُشَدُّ الرحالُ للعبادةِ فيها. وأمَّا القبورُ ومساكنُ السَّابقين ومَنازلُهم فلمْ يأمرِ اللهُ ولا رسولُه بِتَتَبُّعِها وإحيائِها؛ لأنَّ ذلك وسيلةً إلى الشِّرْكِ، فقد نَهَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ البناءِ على القبورِ وأمَرَ بِإِزالةِ ما بُني عليها. قال صلى الله عليه وسلم لعليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه: «لاَ تَدَعْ قَبْرًا مُشْرِفًا» أي مرتفِعًا «إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1]) أي أزَلْتَ ارتفاعَه وجعلتَه كسائرِ القبورِ مرفوعةً عنِ الأرضِ قدرَ شِبْرٍ كما عليه العمَلُ من عهْدِه صلى الله عليه وسلم في قبورِ أصحابِه وقبورِ عامَّةِ المسلمين إلى اليوْمِ. ومَن خَالَفَ هذه السُّنَّةَ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (969).