والجوابُ عن ذلك:
أولاً: أمورُ البرزخِ من
عِلْمِ الغيبِ الَّذي لا يَعْلَمُه إلاَّ اللهُ، وأمَّا أمورُ الدُّنيا فإنَّ
النَّاسَ يعلمُونَها بحسَبِ مَدارِكِهم، فبينَهُما فَرْقٌ.
ثانيًا: هناكَ فرقٌ بينَ
الحيِّ والميِّتِ، فالحيُّ قد يَقدِرُ على تحقيقِ ما يُطلَبُ منه، وأمَّا الميِّتُ
فلا يَقْدِرُ على شيْءٍ وقدِ انقطَعَ عمَلُه وهو بحاجةٍ إلى الدُّعاءِ له، فكيفَ
يُدْعَى ويُستغاثُ بهِ.
ثالثًا: ما معنى قولِك:
«مَنْ هُم في حَضرةِ اللهِ»؟ هل هُم معَ اللهِ فوقَ عرْشِه وفوقَ سماواتِه؟! أو هل
هُم يَأخذونَ عنِ اللهِ مباشرةً كما تقولُه الصُّوفيَّةُ؟ فجميعُ الأمواتِ في
قُبورِهم لا يخرُجونَ منها إلاَّ يومَ البَعْثِ وليسوا في حضرةِ اللهِ وإنَّما هذا
تَعبيرٌ صوفيٌّ خاطئٌ يُنَزَّهُ اللهُ عنه.
رابعًا: قولُك: «مَن تَوَجَّه
إليهم تَوَجَّهوا إليه، أي في حُصولِ طلبِه». نقولُ: التَّوَجُّه إنَّما
يكونُ إلى اللهِ سبحانه لا إلى الأمواتِ والمُتَوَجِّهُ إليهم مُشرِكٌ؛ لأنَّهم لا
يَقدِرُون على تَحصيلِ مَطلوبِه كما تَقولُ، قال تَعَالى:
﴿يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ
وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ
ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا
يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ
سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ
بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ﴾ [فاطر: 13- 14].
17- قال الرفاعيُّ في ختامِ مُقابَلَتِه: «الدَّليلُ على التَّوسُّلِ بالأمواتِ ما ذكرَه ابنُ القيِّمِ في زَادِ المعادِ عن أبي سعيدِ الخُدْرِيِّ قال: قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا إلَيكَ، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد