×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

ثم قال: «وهذهِ الكُتُبُ تُساعِدُ على التَّطرفِ ومن حقِّ الدَّولةِ أن تَمْنَعَها طالما أنَّنا نُحارِبُ التَّطرفَ. ألم يقولوا: إنَّ الوُقوفَ أمامَ قبرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والدَّعاءَ شِركٌ. قال: ولذلك أنا مع من مَنَعَ كتبَ ابنِ بازٍ وابنِ عثيمينَ من معارضِ الكتبِ الإسلاميَّةِ؛ لأنَّ كلَّ كتابٍ يتَّهِمُ المسلمينَ بالشِّركِ والكفْرِ فهذا يُؤدِّي إلى تَفرقَةِ النَّاس».

كذا يقول فهو يُريدُ جمعَ النَّاس ولو على الباطلِ وهذا لا يُمكِنُ. والجوابُ أن نقول: سُبحانَ اللهِ ماذا يَصنَعُ الهَوَى بأهلِه. قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ[ص: 26] هكذا وَصَفَ الرِّفاعيُّ كتبَ الشيخينِ: ابنِ باز وابنِ عثيمين بل وكتبَ الأئمَّةِ جميعًا بالتَّطرفِ؛ لأنَّها تُخالِفُ هَواهُ، وإنَّني أسألُه: ما هو التَّطرُّفُ؟ أليس هو أن يكونَ الإنسانُ على طَرَفٍ من الدِّينِ فهو ضِدُّ الوَسطيَّةِ؟ فالَّذي يُرَوِّجُ للبدَعِ ويدعو إليها ويَفعلُها هو المُتَطَرِّفُ، وأمَّا الذي يَدعو إلى السُّننِ ونَبذِ البدَعِ فهو المُتَوَسِّطُ، وكذلك كانت كتبُ الشيخينِ ابنِ بازٍ وابنِ عثيمينَ، وإنني أتحدَّى الرِّفاعيَّ وغيرَه أن يُثبِتوا ما يقولون عن هذه الكتُبِ فها هي موجودَةٌ ومنتشرَةٌ وعليها إقبالٌ شديدٌ فَعَلَيهم أن يأتونا منها بما يُثبِتُ قَوْلَهم وإلاَّ فُهم كَذَّابون ومُفْتَرون، واللهُ تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ [النحل: 105].

وإنَّما قال الشيخانِ في كُتُبِهِما: إنَّ إحياءَ المولِد والمعراجِ بدعَةٌ؛ لأنَّه لا دَليلَ عليه وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْه فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وفي روايةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) فإنِ اشتمَلَ الاحتفالُ بالمولِدِ والإسراءِ والمعراجِ على الاستغاثةِ بالرسولِ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1718).