×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

ودعائِه من دونِ اللهِ فهو شِرْكٌ، كذا قال الشيخانِ وغيرُهما من أئمَّةِ المسلمين وهذا من القرآنِ. قال تَعَالى: ﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجن: 18]، ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا [الجن: 20]، ﴿وَمَن يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ [المؤمنون: 117]. ولم يقلِ الشيخُ ابنُ باز: إنَّ مَن يُسافِرُ ليزورَ المسجدَ النَّبويَّ فسفَرُه سفَرُ معصيةٍ كما قال الرفاعي، بل يقولُ الشيخُ: إنَّ السَّفرَ لزيارة المسجدِ النَّبوي والصَّلاة فيه طاعَةٌ، وإنَّما يقول الشيخ ابنُ بازٍ وغيرُه منَ العلماءِ المُعْتَبَرِين: مَن سَافَر لزيارة القبورِ فهو عاصٍ؛ لأنَّ ذلك من وسائلِ الشِّركِ، ولم يقل الشيخُ ابنُ بازٍ ولا غيرُه: إنَّ الوقوفَ أمامَ قبرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للسَّلامِ عليه شِرْكٌ كما قال عنه الرفاعي، وإنما يقول الشيخ ابن باز وغيره: إن ذلك سُنَّةٌ وأمَّا الوقوفُ أمامِ قبرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لدُعائِه من دون اللهِ فهو شِرْكٌ، والوقوفُ أمامَه لدعاءِ اللهِ بدعةٌ ووسيلَةٌ إلى الشِّرْكِ، فما بالُ الرفاعيِّ يَخلِطُ ويَكذِبُ ويُلَبِّسُ على النَّاس.

8- ثم قال الرفاعي: «قال: أنا مع من مَنَعَ كتبَ ابنِ بازٍ وابنِ عثيمينَ من مَعَارضِ الكتبِ الإسلاميَّةِ؛ لأنَّ كلَّ كتابٍ يتَّهِم المسلمين بالشرك والكفر يؤدي إلى تفرّق الناس». كذا قال، إن ابن باز وابن عثيمين يُكفّرانِ في كتبِهما عمومَ المسلمينَ ويَتَّهمانِهم بالشرك، وأقول كما قال الشاعر:

لي حيلةٌ فيمن ينمْ *** وما لي في الكَذَّابِ حيلةٌ

مَن كانَ يَخلُقُ ما يقولُ *** فحيلَتي فيهِ قليلةٌ

وهذه صفةُ الرفاعيِّ وأمثالِه - والحمدُ للهِ - أنَّ كتبَ الشيخينِ موجودةٌ ومتداوَلَةٌ ومسمُوحٌ بها في كلِّ مَعرِضٍ في الكويتِ وفي غيرِه


الشرح