وقالَ: «أَلا
وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، ألاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ! فَإِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1]).
2- الرسولُ صلى الله
عليه وسلم صلَّى في أماكنَ كثيرةٍ منَ الأرضِ في أسفارِه فهل كلُّ مكانٍ صلَّى فيه
نذهبُ إليه للصَّلاةِ فيه.
3- قولك:
نجعلُ غارَ حراءَ مَقامًا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نُصَلِّي فيه مِثلَ مَقامِ
إبراهيمَز هذا تَشْريعُ دينٍ جديدٍ لمْ يُشَرِّعْهُ اللهُ ورسولُه، واللهُ لمْ
يقلْ: واتِّخِذُوا منْ غارِ حراءَ مُصَلَّى، كما قالَ: ﴿مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِۧمَ﴾ [البقرة: 125].
4- النبيُّ صلى الله
عليه وسلم لمْ يذهبْ إلى غارِ حرَاءَ ليصَلِّيَ فيه بعدَ البَعثَةِ وإنَّما كانَ
يذهبُ إليه قبلَ البَعثةِ للاختِفَاءِ فيه لعبادةِ ربِّهِ خوفًا منْ أذَى
المشركينَ واعتِزالاً لمَا همْ عليْه منَ الوَثنِيَّةِ والشِّركِ، ولمْ يُشَرِّعْ
لنَا أنْ نُصلِّيَ عندَه أو فِيه، والدِّينُ توقيفِيٌّ لا نُشَرِّعُ فيه شَيئًا من
قِبَلِ أنفُسِنَا واستِحْساَناتِنا وقِيَاساتِنا كما قال الرِّفاعي.
11- قال
الرفاعيُّ عمَّنْ يُخالِفُه في آرائِه: «هؤلاءِ تلامِيذُ ابنِ بازٍ وهُم
أصحابُ تَقْليدٍ ولمْ يَستعمِلوا عقولَهم؛ لأنَّهم على نفْسِ القالبِ وغُسِلَتْ
أدمغتُهم».
وأقولُ له: أمَّا كونُهم تَلاميذَ ابنِ باز فلَهُم الشَّرَفُ في ذلك؛ لأنَّ ابنَ بازٍ رحمه الله إمامٌ من أئِمَّةِ أهْلِ السُّنَّةِ، وأنت بَيِّنْ لنا منْ أنتَ تِلميذٌ له من العلماءِ. وقولُك: «لمْ يستعمِلوا عقولَهم». نقولُ لك: الدِّينُ بالدَّليلِ منَ الكتابِ والسُّنَّةِ لا بالعَقْلِ، وقولُك: غُسلَتْ أدمغَتُهم، نقولُ: نعم غُسلَتْ أدمغتُهم منَ الخُرَافةِ والحمدُ للهِ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد