يريدُ الدُّخولَ في
الإسلامِ، كما قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ
كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ﴾ [الأنفال: 39]، وفي ذلك سعادةُ البشريَّةِ في الدُّنيا والآخرةِ.
ثمَّ يدعو المُزينيّ
في آخرِ تعقيبِه إلى أنْ يُقابِلَ غَزْوَ الكفَّارِ لبلادِ المسلمينَ واستخدامِهم
القُوَّةَ المُفرِطَةَ ضدَّ المسلمينَ وعدمِ تقيُّدِهم بميثاقِ الأمَمِ
المُتَّحدةِ والمَواثيقِ الدَّوليَّةِ يَدعونا إلى أنْ نُقابِلَ ذلك بالاستسْلامِ
التَّامِّ وعدمِ ذكْرِ أحكامِ الجهادِ في مناهِجِنا الدِّراسيَّةِ، حيثُ قال: «لا
يُمكنُ أن يكونَ البديلُ الملائِمُ أنْ نلجأَ إلى الحَرْبِ والغَزْوِ لهم كما
غَزَوْنا تشبُّهًا بهم».
وانظرْ: كيفَ إنَّه وَصَفَ
الجهادَ في سبيلِ اللهِ بأنَّه تشبُّهٌ باعتداءِ الكفَّارِ على المسلمينَ لتعْلَمَ
أنَّ هذا الرَّجلَ ليسَ عندَه خَلْفِيَّةٌ صحيحةٌ عن أحكامِ الجهادِ في الإسلامِ
وما تَرْمي إليه تلك الأحكامُ من صالحِ البَشريَّةِ ورفْعِ الظُّلْمِ والوَثنيَّةِ
القذِرةِ عنها أو أنَّه يُغالِطُ في ذلك، ألمْ يعلَمْ أنَّ النَّبيَّ صلى الله
عليه وسلم غزا قُرَيشًا لمَّا خَانوا العَهْدَ الذي بينَهم وبينَه وفَتَحَ اللهُ
مكَّةَ للمسلمينَ بسببِ ذلكَ.
ثمَّ إنَّ
المُزينيَّ يَرَى أنَّه لا يجوزُ أن يَنويَ المسلمُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ ولا
مُجرَّدَ نيَّة بالقلبِ عن عدمِ القدرةِ عليه باليدِ؛ حيثُ قال: «ولا
نُضْمِرُ أنَّنا سَنَغزوا العالَمَ إذا توفَّرَتْ لنا القُوَّةُ والقدرةُ على ذلك
وأنَّه لا يمنَعُنا أنْ نقومَ بحروبٍ تُشْبِهُ حُروبَ التَّهوُّرِ الأمريكِي».
وهذا القَوْلُ منْه فيهِ غَرَابةٌ عجيبةٌ منْ وَجْهينِ: الأوَّلُ: أنَّه مُخَالِفٌ لقولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ» ([1]) هذا في الذي لمْ يُحدّث نفسَه به فكيف بالَّذي يُنكِرُه.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1910).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد