×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الثاني: أنَّه شبَّهَ الجهادَ في الإسلامِ بحروبِ التَّهوّرِ الأمريكيّ الذي يُريدُ أنْ يَفرض الكفرَ على المسلمينَ، مما يَدُلُّكَ على أنَّ الرَّجلَ يُعاني منْ جهْلٍ فَظيعٍ بفقْهِ الجهادِ وأحكامِه في الإسلامِ، ثمَّ أكَّدَ فكْرَتَه على الجهادِ في الإسلامِ بقولِه: «إنَّ إضمارَ هذه النِّيَّةِ -يعني: نيَّةَ الجهادِ في الإسْلامِ- لا يُمثِّلُ روحَ الإسلامِ الّتي تُوجِبُ على الأممِ كلِّها السَّعْيَ نحْوَ التَّعارُفَ وهو الَّذي وضَعَ مَقايِيسَ للخَيْريَّةِ ليسَ استخدامَ القُوَّةِ -يعني: الجهادَ- من بينِها، أي إنَّ الجهادَ في الإسلامِ ليسَ من مقاييس الخيريَّةِ».

وهذا منه: إنكارٌ واضحٌ للجهادِ في سبيلِ اللهِ الَّذي هو ذِرْوةِ سِنامِ الإسلامِ، وأنا أنصَحُ المزينيَّ أن لا يَقْفُو ما ليسَ له بهِ علْمٌ، فقدْ حذَّرَ اللهُ من ذلكَ وتوَعَّدَ عليه، ثمَّ هو يَتَناقَضُ حيثُ يقولُ في الأوَّلِ: إنَّنا نَحتاجُ إلى وَضْعِ فِقْهٍ جديدٍ للجهادِ ثم يُنكِرُه فإذا كانَ الجِهادُ لا أصلَ له عندَه في الإسْلامِ فلماذا يوضع فقه جديد له وهو يُنكِرُه نهائيًا ويَنهَى عنه حتَّى، ولو فعلْناه دِفاعًا عنْ أنفسِنا وحُرُماتِنا حينما يعتدونَ علينا في بلادِنا؟!! واللهُ تعالى يقول: ﴿فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ [البقرة: 194]، وقال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ [البقرة: 190]، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ [الشورى: 39]، والجهادُ كما هو معلومٌ جهادانِ جهادُ دَفْعٍ وجِهادُ طلبٍ. فجهادُ الدَّفْعِ: هو لحمايةِ مَصالِحِ المسلمينَ وحُرماتِهم، وجهادُ الطلبِ: هو لمصلحةِ البشَريَّةِ عُمومًا لإِخْراجِها منَ الظُّلماتِ إلى النُّورِ وتَخليصِها من جَوْرِ الجَبَابرَةِ وعبادةِ غيرِ اللهِ الَّتي مَن مَاتَ عليها دَخَلَ النَّارَ خالدًا فيها.


الشرح