×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

وقولُه عنْ شروطِ الجهادِ الَّتي لَخَّصْتُها منْ كَلامِ العلماءِ مُفَصَّلةً واضحَةً: ينبغي أن لا تَتَضمَّنَ مثْلَ هذه الُّلغةِ الَّتي تُصاغُ بها شروطُ الجهادِ وضوابطُه وتتَّصِفُ بالعموميَّةِ وعدمِ الدِّقَّةِ لا أجِدُ جوابًا عنهُ إلاَّ قولَ الشاعِر:

وكمْ مِنْ عائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا *** وآفَتُه مِنَ الفَهْمِ السَّقِيمِ

هكذا يُصادِرُ المزينيُّ كلامَ العلماءِ المَبْنِيَّ على الكتابِ والسُّنَّةِ وسِيرةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وسيرةِ خلفائِه في الجهادِ ويصِفُه بعدمِ الصَّلاحيَّةِ لهذا الوقْتِ كأنَّه مُعَلَّباتٌ غِذائيَّةٌ، انتهى تاريخُ صلاحيَّتِها للاستعمالِ فتُصادَرُ وتُتْلَفُ، فإذا بَلَغَ الاستهتارُ بالسَّلفِ وعُلومِهم إلى هذا الحدِّ فقل: على الأمَّةِ السَّلامُ، لكن معَ هذا نَرجو منَ الكاتبِ المُزينيِّ إعادةَ النَّظرِ فيما يَكتُبُ مُستقبَلاً والرُّجوعُ إلى الحقِّ فضيلةٌ ولْيَعْلَمْ أنَّ طَريقَةَ السَّلفِ أسْلَمُ وأعْلَمُ وأحْكَمُ لا طريقةَ الخَلَفِ، قال اللهُ تَعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10] فحسبُنا أن نَحترِمَهم ونُثنِيَ عليهِم ونَستفيدَ من عُلُومِهم ونَتَّبعَهم كما قالَ اللهُ تَعالى ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 100].

وقوله: «إنَّ ضوابطَ الجهادِ وشروطِه التي حَرَّرَها علماءُ الأمَّةِ سلفًا وخلفًا تتَّصِفُ بالعُموميَّةِ والقِداميَّة».

لا أدري هل قال هذا القَوْلَ عنْ جَهْلٍ بها أو جُحودٍ لما فيها من التَّفاصيلِ الواضحَةِ؟ أو قال ذلك عن عدمِ فهْمٍ لها فيكونُ الواجبُ عليه


الشرح