وقال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ
قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ﴾ [المائدة: 17]،
وقال تعالى: ﴿لَّقَدۡ
كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73] وهم لا يزَالونَ يُرَدِّدُونَ هذهِ المَقالاتِ إلى الآنَ،
فهلْ تقولُ أنتَ أو غيرُك: إنَّ هؤلاءِ غيرُ كفَّارٍ، واللهُ قد كفَّرهم ونهانا عن
مُوالاَتِهم. قال تَعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ
وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [المائدة: 51]، وأمَّا أنَّ منهم مسلمين مؤمنين فهذا حقٌّ، وأنا لم أقلْ
إنَّ جميعَ أهلِ الكتابِ كفَّارٌ، بل همْ كما قالَ اللهُ:
﴿لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ﴾ [آل عمران: 113] وهؤلاءِ المؤمنون منهم هم في عِداد المسلمينَ، إذًا
فيصِحُّ أنْ يُقالَ: إنَّ ما عدا المسلمين كفَّارٌ بإطلاقٍ.
والمسلمون من أهلِ الكتابِ قسمانِ: قسمٌ ماتوا على إسلامِهم قبلَ البَعْثةِ المُحمَّديَّةِ. وقسمٌ أدركوا البَعثةَ المُحمَّديَّةَ وآمنوا بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فلهم أجرُهم مرَّتينِ، وأمَّا مَنْ أدْركَ منهم مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم ولمْ يُؤمنْ به فهو كافِرٌ أيضًا؛ لأنَّ اللهَ أمَرَ كلَّ النَّاسِ باتِّباعِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حيثُ قال له: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]، وقال في أهل الكتاب خاصة: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]، وصَحَّ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» ([1])، فَلا دِينَ إلاَّ دِينُه صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: مسلم رقم (153).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد