السين وفتح المخففة - وفي بعضِ النُّسَخ: واسِطة
النساء. قال القاضي: معناه من خِيارهن. والوسط: العدْل الخيار. قال: وزَعَم
حُذَّاقُ شُيوخِنا أنَّ هذا الحرفَ مغيَّرٌ في كتابِ مسلم، وأنَّ صوابَه: من سفلةِ
النساء. وكذا رواه ابنُ أبي شيبةَ في مُسنَدِه والنسائي في سُننِه. وفي رواية لابن
أبى شيبة: امرأة ليست من عِلْيةِ النساء. وهذا ضدُّ التفسيرِ الأول، ويُعَضِّدُه
قولُه بعده: سفعاء الخدين. هذا كلامُ القاضي.
ومن الأحاديثِ التي
استدَلُّوا بها على ذلك حديثُ ابنِ عباس الذي قدَّمناه قال: أَرْدَفَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم الفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَوْمَ النَّحْرِ
خَلْفَهُ عَلَى عَجُزِ رَاحِلَتِهِ، وَكَانَ الفَضْلُ رَجُلاً وَضِيئًا، فَوَقَفَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ يُفْتِيهِمْ، وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ
مِنْ خَثْعَمَ وَضِيئَةٌ تَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
فَطَفِقَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا، فَالْتَفَتَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَأَخْلَفَ
بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِذَقَنِ الفَضْلِ، فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنِ النَّظَرِ
إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ فِي الحَجِّ
عَلَى عِبَادِهِ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا... الحديث ([1]). قالوا: فالإخبارُ
عن الخَثْعَمية بأنَّها وضيئةٌ يُفهَمُ منه أنَّها كانت كاشفةً عن وجهِها وأُجِيبَ
عن ذلك أيضًا من وجهين:
الأول: الجواب بأنَّه ليس في شيءٍ من رواياتِ الحديثِ التصريح بأنَّها كانت كاشفةً عن وجهِها، وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفةً عنه وأقرَّها على ذلك بل غايةُ ما في الحديثِ أنها كانت وَضيئة، وفى بعضِ رواياتِ الحديث: أنها حسناء، ومعرفةُ كونِها وضيئةً أو حسناء لا تستلزمُ أنها كانت كاشفةً عن وجهِها وأنه صلى الله عليه وسلم أقرَّها على ذلك. بل ينكشفُ عنها
([1])أخرجه: البخاري رقم (6228)، ومسلم رقم (1334).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد