×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

خمارُها من غيرِ قصدٍ فيراها بعضُ الرجالِ من غيرِ قصدِ كشفِها عن وجهِها كما أوضحناه في رؤيةِ جابرٍ «سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ» ([1])، إلى أن قال: الوجه الثاني: أنَّ المرأةَ مُحْرِمة، وإحرامُ المرأةِ في وجهِها وكفَّيْها فعليها كشفُ وجهِها إنْ لم يكنْ هناك رجالٌ أجانبُ ينظرون إليها وعليها سَتْرُه من الرجالِ في الإحرامِ كما هو معروفٌ عن أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وغيرهن، ولم يقُلْ أحد: إن هذه الخَثْعمية رءاها غيرُ الفَضْل، والفضلُ منعَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم من النظرِ إليها، وبذلك يُعلَمُ أنَّها مُحْرِمة ولمْ يَنظرْ إليها أحد؛ فكشفُها عن وجهِها إذا لإحرامِها لا لجَوازِ السُّفور».

2- قال الشيخُ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «وأمَّا ما رواه أبو داود في سُنَنه عن عائشةَ رضي الله عنها: أنَّ أسماءَ بنتَ أبي بكر رضي الله عنها دخلَتْ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعليها ثيابٌ رِقاقٌ فأعرَضَ عنها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال: «يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إذا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إلاَّ هَذَا وَهَذَا» وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ ([2])، فهو حديثٌ ضعيفُ الإسنادِ لا يَصِحُّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّه من روايةِ خالد بن دريك عن عائشةَ وهو لم يسمعْ منها فهو مُنقطِع؛ ولهذا قال أبو داود بعد روايتِه لهذا الحديث: هذا مُرسَل، خالد لم يُدرِكْ عائشة؛ ولأنَّ في إسنادِه سعيد بن بشير وهو ضعيفٌ لا يُحتَجُّ بروايتِه، وفيه علةٌ أخرى ثالثةٌ وهي عنعنةُ قتادة عن خالدٍ بنِ دريك وهو مُدلِّس».


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (885).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4104).