6- من
العجائب أيضًا أنه أحالنا في الختامِ على كُتبِ الشيخِ الألباني رحمه الله: «الجِلبابُ
والردُّ المُفحِم» ولم يعتبِرْ كتبَ المخالفين له كشيخِ الإسلامِ ابن تيميةَ في
فتاواه، والشيخِ الأمين الشنقيطي في تفسيرِه، والشيخِ ابن سعدي في تفسيرِه
المعروف، والشيخ ابن باز في رسالتِه، والشيخِ ابنِ عثيمين في رسالتِه، والشيخِ
حمود التويجري في كتابه. وأتَمثَّلُ بقولِ الشاعر:
جاء شقيق عارضًا
رمحه *** إن بني عمك فيهم سلاح
ولولا أنني أخشى أن
يغتَرَّ القراءُ بكلامِ الشيخِ العباسي ما ردَدْتُ عليه، وأقولُ له: لعلمِك
يا شيخ إنَّ كُتبَ الشيخِ الألباني التي تُهَدِّدُنا بها قد نُقضتْ بردودٍ كثيرةٍ
من أهمِّها ردُّ الشيخ: عبد القادر بن حبيب الله السندي رحمه الله على كتاب الرد
المفحم، وعندي نسخة من تلك الردود كما عند غيري - والحمد لله -. ولا أحب أن يطول
الجدال بيني وبينك بنقل شيء منها.
7- قال العباسي:
«ولم يُصرِّحْ ابنُ مسعود بتحريمِ كشفِ الوجه»، وأقول:
1- ولم يُصرِّحْ مَن
ذكرْتَ من الصحابةِ بوجوبِ كشفِ الوجهِ أيضًا.
2- كيف لا يُحرِّمُ
ابنُ مسعودٍ كشفَ الوجهِ وهو يفسِّرُ قولَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ﴾ [النور: 31] أن ما
ظهر منها هو الثياب، وأنَّ الزينةَ التي نهيْتَ عن إبدائِها هي الوجه، إلاَّ إن
كان النهيُ عند العباسي لا يفيدُ التحريمَ فهذا رأيٌ خاصٌّ به، وأما ابنُ عباسٍ
الذي هو على رأسِ من احتجَّ بهم الشيخ العباسي فله قولان في المسألة: الأول: أنه
فسَّر ﴿مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ﴾ [النور: 31]
بالوجه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد