×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

إنه لا يقِي من هذا الخطرِ وهو التكفيرُ بغيرِ علمٍ إلاَّ دراسةَ العقيدةِ الصحيحةِ على أهلِ العلمِ المتخصصين بها.

وكما أنَّ هناك من يُكفِّرُ الناسَ عن جهلٍ فهناك طرفٌ مُقابِلٌ يرى أنه لا يُكفَّرُ أحدٌ مهما قالَ أو فعلَ أو اعتقدَ، مخالفين بذلك نصوصَ الكِتابِ والسُّنةِ التي جاءت ببيانِ ما يكونُ به الإنسانُ مُرتدًّا من الأقوالِ والأفعالِ والاعتقاداتِ وكلا الفريقين: الغُلاةُ والجُفاةُ يحتاجون إلى أن يدرسوا العقيدةَ الصحيحةَ على أهل العلم المختصين إمَّا في الدراساتِ النِّظاميةِ في المدارسِ والمعاهدِ والكُلِّيات أو في حِلَقِ الذِّكرِ التي تُعقَدُ في المساجد.

والحَذَر كلَّ الحَذَر من التعلمِ على الكتبِ أو على المُتَعالمين أو المَجَاهيل أو في الأمكِنةِ الخَفية.

وقد حذَّرَ اللهُ سبحانه من الرِّدةِ عن الإسلامِ وبيَّنَ خطرَها في كتابِه الكريم، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [آل عمران: 102] وقال تعالى: ﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 217] ولا أحد يأمن على نفسه من الردة لا سِيَّما مع كثرةِ الفتنِ كما في زمانِنا هذا. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ([1]) ولخطورةِ الفتنِ والرِّدةِ عن الإسلامِ لم يأمنْ إبراهيمُ الخليلُ عليه السلام الرِّدةَ على نفسِه وقال: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ [إبراهيم: 35] وقال نبيُّنا


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (118).