عليه الصيام قضاءً وله أن يفطر في هذا الشهر قدر الأيام التي يحتاج فيها
إلى الإفطار لمرضه أو سفره ومن كان لا يستطيع الصيام لكبر أو مرض مزمن لا يرجى
شفاؤه فإنه يفدي عن كل يوم بإطعام مسكين فدل على أنه لابد من صيام هذا الشهر على
جميع الأمة وحتى العاجز عن الصيام حاضرًا أو مستقبلاً فإنه يفدي بدلاً عن الصيام
فهذا يدل على عظم هذا الصيام عند الله عز وجل وقد اختص الله الصيام من بين سائر
الأعمال ونوه بشأنه جل وعلا فقال: «الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،
إنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، وَلَخُلُوفُ فَمِ
الصَّائِمِ -أي الرائحة التي تخرج من فم الصائم بسبب الصيام- أَطْيَبُ عِنْدَ
اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» ([1])، لأنها أثر ناشئ عن طاعة الله وعبادة الله عز وجل فيتحول ريحها من ريح
كريه إلى ريح طيب مما يدل على محبة الله لهذا العمل ومحبته لأصحابه.
ولهذا قال جل وعلا: «الصَّوْمُ لِي» مع أن جميع الأعمال الصالحة التي تصدر من المسلم كلها لله ولكن الصيام له خاصية لماذا؟ لأن الصائم ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل الله، فالإخلاص في الصيام أكثر من الإخلاص في غيره لأن الصيام لا يدخله الرياء بخلاف بقية الأعمال فقد يدخلها الرياء كالصلاة والصدقة والجهاد وتلاوة القرآن والذكر وغير ذلك، هذه قد يدخلها الرياء أو يدخلها قصد طمع الدنيا وقل من يخلص فيها ولكن الصيام لا يدخله الرياء لأن الصوم نية بين العبد وبين ربه لا أحد يطلع عليها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد