ولا فرق بين الصائم والمفطر من حيث المظهر فلا أحد يعرف الصائم من غير
الصائم فهذا سر اختصاص الصيام من بين سائر الأعمال، إن الإخلاص فيه أكثر لله عز
وجل لذلك قال جل وعلا: «وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» الله جل وعلا يجزي بجميع
الأعمال ولكن لماذا قال: «وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»؟ فدل على تميز الجزاء على
الصيام على الجزاء على سائر الأعمال فإن سائر الأعمال تضاعف الحسنة بعشر أمثالها
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وأما الصيام فإنه لا يقدر ثوابه وجزاؤه وإنما
أجره على الله سبحانه وتعالى ولا يعلم الصائم إلا الله جل وعلا ولا يقدر بمضاعفات
بل إن الله يعطي عليه ما لا يعطي على سائر الأعمال مما يدل على شرف هذا العمل
ومحبة الله له ولصاحبه ولكن الصيام يحتاج إلى أن تعرف ما هو الصيام وماذا يتطلب
منا حتى نؤديه على الوجه المطلوب.
فالصيام هو ترك المفطرات الظاهرة والمفطرات المعنوية بالنية، بنية الصيام فقد يترك الإنسان الطعام والشراب والمفطرات لكن من غير نية فلا يكون صائمًا الصيام الشرعي لابد من النية لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، فلا عمل إلا بنية ومن ذلك الصيام فلابد أن ينويه مع تركه للمفطرات ولكن متى يبدأ وقت النية؟ النية في الفرض من صيام رمضان أو القضاء أو الكفارات أو النذور، النية في الصوم الواجب تبدأ من الليل فلا يطلع الفجر عليه إلا وقد نوى الصيام أما لو طلع الفجر عليه وهو لم ينو الصيام ومضى جزء من النهار لم ينو فيه الصيام فلا يجزيه على الواجب لأنه مضى عليه وقت من النهار ولو يسير لم ينو فيه الصيام فيكون صيامه غير تام
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد