×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصها باجتهاد لم يكن يفعله في أول الشهر، فكان في العشرين الأول من الشهر يصلي وينام فإذا دخلت العشر الأواخر شَمَّر وشد المئزر وأيقظ أهله للصلاة صلاة التهجد في هذه الليالي العظيمة المباركة، ومن هنا ينبغي للمسلمين أن يزيد اجتهادهم في هذه العشر اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم وتحريًا لفضل هذه العشر، كان صلى الله عليه وسلم في العشرين الأول يصلي وينام يعني يصلي من الليل وينام، لكن إذا دخلت هذه العشر فإنه يُشَمِّر ويشد المئزر ويوقظ أهله وكل كبير وصغير يطيق الصلاة، وكان السلف الصالح يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يحيون ليالي العشر الأواخر بالتهجد صلاة الليل جماعات وفرادى، كانوا يقومون خلف الإمام صفوفًا وكان الإمام يطيل بهم صلاة التهجد حتى إنهم يعتمدون على العصي من طول القيام بل كان أحدهم يربط الحبل بين السواري ويتعلقون بها من طول القيام؛ لأنها أيام معدودة وفاضلة فهم يبتدرونها ويغتنمونها وكانوا لا ينصرفون إلا عند الفجر بقدر ما يمكنهم أن يتسحروا قبل طلوع الفجر، هكذا كان السلف الصالح اقتداءً بنبيهم صلى الله عليه وسلم ولكن في عصرنا هذا ظهر أناس يقللون من صلاة الليل ويقولون ليالي أو أيام العشر لا تُخَصُّ بصلاة دون أول الشهر، ولا يدرون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخص هذه العشر وكان يوقظ أهله لأي شيء؟ يوقظهم للسهر! يوقظهم للكلام والمجالس! إنما كان يوقظهم للصلاة، لصلاة التهجد ويدل على هذا عمل السلف الصالح كما ذكرنا، فهم لا يقومون في هذه العشر من أجل السهر فقط والأحاديث والضحك، وإنما كانوا يقومون لصلاة التهجد، وكان المسلمون إلى عهد قريب في هذه البلاد كانوا يصلون في أول الشهر ثلاثًا وعشرين


الشرح