ركعةً صلاة التراويح، اقتداءً بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة عمر، فقد جمع رضي الله عنه الصحابة على إمام واحد في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بصلاة التراويح فكان يصلي بهم ثلاثًا وعشرين ركعة لأنهم لا يطيقون صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فزادوا في العدد، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة أو ثلاث عشرة لكنه كان يطيل القيام ويطيل الركوع والسجود، فقد ثبت أنه قرأ في ركعتين قرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، في ركعتين أكثر من خمسة أجزاء، وكان ركوعه نحوًا من قيامه وكان سجوده نحوًا من ركوعه ولم ينته من الركعتين حتى جاء بلال يؤذنه بصلاة الفجر، فأين نحن من صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم لا نطيقها، فلذلك الصحابة خففوا الصلاة وزادوا في العدد، خففوا الصلاة رحمةً بالمؤمنين لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالْمَرِيض وَذَا الْحَاجَةِ، فَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» ([1])، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي لنفسه فلذلك كان يطيل كما سبق، أما إذا كان الإمام يصلي بالناس فإنه يراعيهم ولا يشق عليهم، فكانوا يصلون ثلاثًا وعشرين ركعة صلاة التراويح، ولم يظهر نكير عليهم في وقتهم فإذا جاء العشر الأواخر قسموا هذه العشرين فصلوا عشر ركعات في أول الليل تراويح بخمس تسليمات وصلوا عشر ركعات في آخر الليل تهجدًا بخمس تسليمات، فصار المجموع عشرين ركعةً من تراويح وتهجد ثم يوترون بثلاث، ركعتي الشفع وركعة الوتر فتكون ثلاثًا وعشرين ركعة فهم على سنة وعلى خير، ما أحدثوا شيئًا من عندهم والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([2])، ولم يحدد عددًا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (671)، ومسلم رقم (467).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد