قد يعمل الإنسان أعمالاً صالحةً لكنه يبطلها بأشياء أعظمها الشرك بالله
يحبط الأعمال، قال تعالى: ﴿وَلَوۡ
أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88]، فالشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال،
والشرك الأصغر يحبط العمل الذي خالطه، مثل الرياء في العمل أو السمعة، تحبط ذلك
العمل الذي خالطته، فعلى المسلم أن يخلص عمله لله عز وجل من الشرك الأكبر ومن
الشرك الأصغر، وكذلك الردة تحبط جميع الأعمال، الردة عن دين الإسلام بارتكاب ناقض
من نواقض الإسلام القولية أو العملية أو الاعتقادية، فمن ارتد عن الإسلام بطلت
أعماله، قال تعالى ﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ
مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ
أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ
هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 217]، فالردة والعياذ
بالله خطرها عظيم، وقد يرتد الإنسان بكلمة يقولها لا يلقي لها بالاً فتحبط عمله،
فيجب على المسلم أن يحذر من نواقض الإسلام القولية والعملية والاعتقادية، وذلك بأن
يعرفها ويدرها حتى يتجنبها فإنها خطر عظيم.
وكذلك مما يحبط العمل: المن به والإعجاب به، قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ﴾ [البقرة: 264] ﴿لَا
تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ
رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ﴾ [البقرة: 264] فدل على أن المن بالصدقة والإعجاب
بها يبطل العمل.
وكذلك المن على الله بالأعمال الصالحة والإعجاب بها وأن يدلي على ربه
بأعماله بدون أن يخاف من ردها أو بطلانها، قال الله جل وعلا في المقربين من عباده:
﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ
ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ٦٠ أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا
سَٰبِقُونَ ٦١﴾ [المؤمنون: 60، 61]، ثلاث
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد