صفات لهؤلاء ﴿يُؤۡتُونَ مَآ
ءَاتَواْ﴾ [المؤمنون: 60،] من الأعمال الصالحة العظيمة ﴿وَّقُلُوبُهُمۡ
وَجِلَةٌ﴾ [المؤمنون: 60،] يعني خائفةً من ربها عز وجل لا تعجب بأعمالها ولا تمنن
بأعمالها وإنما تراها شيئًا يسيرًا أو شيئًا لا صحة له؛ لأنها لا تدري هل يقبل
منها أو لا؟ قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّمَا
يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27] ﴿وَّقُلُوبُهُمۡ
وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ﴾ [المؤمنون: 60] يلازمون الخوف من الله سبحانه
وتعالى من كثرة أعمالهم الصالحة ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ﴾ [المؤمنون: 61] لا يتكاسلون ولا يتوانون، وإنما يسارعون في الخيرات قبل
فواتها، يبادرون إليها ولا يتباطؤون ولا يتكاسلون عنها، هذه صفتهم في كل حياتهم ﴿وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ﴾ [المؤمنون: 61] يسبقون
غيرهم إلى كل عمل صالح، ولا يرضى أن يسبقه أحد إلى العمل الصالح، فإن سبقه أحد
اهتم واغتم لذلك، هذه صفة عباد الله الذين يعرفون الله حق المعرفة، ويخشونه حق
خشيته كذلكم مما يبطل العمل أن يريد الإنسان بعمله الدنيا يستعمل الدين لأجل
الدنيا لا لأجل الأجر والثواب، قال تعالى: ﴿مَن كَانَ
يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ
فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا
وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٦﴾ [هود: 15- 16]، فالإنسان
الذي يعمل الأعمال الصالحة لأجل طمع الدنيا لا لأجل ثواب الآخرة هذا أعماله باطلة
وحابطة وليس له في الآخرة إلا النار والعياذ بالله، كذلك مما يذهب بأعمال الإنسان
يوم القيامة المظالم التي للناس عليه، الحقوق: حقوق الناس إذا لم يؤدها إليهم في
الدنيا من المظالم والديون وغير ذلك من الحقوق فإنها تؤخذ من حسناته يوم القيامة
وقد تأتي على جميع حسناته فلا يبقي له حسنة فيدخل النار
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد