كما قال صلى الله عليه وسلم عن أناس يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال
الجبال، أعمال صالحة أمثال الجبال، فيأتي وقد ظلم هذا وقد ضرب هذا وأخذ مال هذا،
فيؤخذ لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ
من سيئات المظلومين، فطرحت عليه فطرح في النار، وكذلك مما يذهب بالأعمال:
أن تكون سيئاته أرجح في الميزان يوم القيامة لأن الأعمال توزن بالموازين يوم
القيامة ﴿فَمَن ثَقُلَتۡ
مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢
وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ
فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣﴾ [المؤمنون: 102، 103].
فمن رجحت سيئاته بحسناته صار من أهل النار، ومن رجحت حسناته بسيئاته صار من
أهل الجنة، ومن يدري عن هذا المصير؟ فلذلك يجب على العبد أن يكون خائفًا وجلاً من
هذا المصير، ومن هذا الميزان الذي يطيش بالذرة، ويطيش بالذرات يوم القيامة، وكذلك
مما يقطع ثواب الإنسان أن يترك العمل، يكون له أعمال صالحة من صدقات وصيام وصلوات
واجتهاد في الخير، ثم إنه يترك ذلك من غير عذر شرعي، فهذا ينتهي ثوابه عند نهاية
عمله، فإن واصل العمل واصل الله له الجزاء والثواب والمضاعفة، وإن قطع العمل قطع
الله عنه ثوابه، وقطع عنه الأجر إلا إذا كان معذورًا كالمريض والمسافر، فإن الله
يكتب له ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا، أما إذا ترك العمل من غير عذر، بل هو من باب
التكاسل والضياع، فهذا يتوقف جزاؤه وثوابه عند نهاية عمله، والله جل وعلا لا يظلم
الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وهذا مثل الذي يجتهد في شهر رمضان
بالطاعات، فإذا انتهى رمضان عطل العمل وانتهى من العمل فهذا من هذا الصنف الذي
عمله يكون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد