﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ
إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، ومما يدل
على أهميتها أنها تشتمل على ذكر الله جل وعلا، قال تعالى ﴿وَلَذِكۡرُ
ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45] فهي عبادة عظيمة يصليها المسلمون في أوقاتها فيكفر الله بها
خطاياهم ويمحو بها ذنوبهم وقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري على
باب المسلم يغتسل منه في اليوم والليلة خمس مرات فلا يبقى من درنه شيء، يعني لا
يبقى من أوساخه شيء فكذلك لا يبقى من سيئاته شيء، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ
ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114] وهذه الصلوات لها مكانة عند الله عز وجل وأول ما يحاسب عليه
العبد يوم القيامة من أعماله صلاته فإن قبلت قبل سائر عمله وإن ردت رد سائر عمله
وهذه الصلاة ليست مجرد قيام وركوع وسجود يفعله الإنسان متى شاء وفي أي مكان بل
إنها عبادة عظيمة جعل الله لها مواقيت تؤدى فيها، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ
عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103] أي أنها تؤدى في أوقات معينة بينها
الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله فلا يجوز إخراجها عن هذه المواقيت من غير
عذر شرعي، فمن أخرجها عن مواقيتها من غير عذر فإنها لا تقبل منه وإن صلاها، قال
تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ
بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ
يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا
مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ
وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا ٦٠﴾ [مريم: 59- 60]، وقال سبحانه: ﴿فَوَيۡلٞ
لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]، وإضاعة
الصلاة والسهو عنها في هاتين الآيتين المراد به إخراجها عن وقتها فمن أخرجها عن
وقتها من غير عذر فقد سها عنها وضيعها ولا تقبل منه عند الله لأنها لم تؤد على ما
يرضاه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد