×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٠ [الجمعة: 9، 10]، إن هذه الصلاة هي عمود الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ الأَْمْرِ الإِْسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ»  ([1])، فالذي يدعي الإسلام وهو لا يصلي كالذي يقيم بيتًا بلا عمود ولا يقوم البيت إلا على العمود، فالواجب على المسلم أن يحافظ على صلواته كما أمر الله سبحانه وتعالى من أجل أن يقيم دينه ومن أجل أن يكون من المسلمين ولا يضيع صلاته أو يتهاون بها أو يلهو عنها لأنها هي رأس ماله وثمرة حياته وصلته بربه عز وجل، فكيف المسلم يقطع الصلة بينه وبين ربه وهو أحوج ما يكون إليه ولا يصله بالله إلا هذه الصلوات التي فرضها الله عليه وأمره بها، قال تعالى﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ [البقرة: 238]، والمحافظة معناها أن الإنسان يؤديها في أوقاتها مع جماعة المسلمين كما أمره الله جل وعلا بها، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠  ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١ [المؤمنون: 9- 11]، وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ [المعارج: 23]، المداومة عليها من حين يبلغ الإنسان سن الرشد عاقلاً إلى أن يموت ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ٩٨ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ٩٩ [الحجر: 97- 99]، فيحافظ على صلاته على صلواته من حين يبلغ سن الرشد حتى يموت بل إن


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016).