حتى يكونوا عالةً على مجتمعاتهم وعلى آبائهم وأمهاتهم كل ذلك من العقوبات
التي تصيب الناس بسبب ذنوبهم ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ
فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي
عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41]، نحن نسمع من أناس يكتبون في الصحف أو يتحدثون ويقولون هذه
الكوارث وهذه العقوبات ليس سببها الكفر وليس سببها المعاصي، وإنما هي أمور طبيعية،
ويسخرون بالذين يعظونهم، ويقولون إنما وقعت بسبب الطبيعة!! اتقوا الله فإن هذه ما
وقعت إلا بسبب الذنوب والكفر والمعاصي، لكنهم يسخرون من ذلك كما قال قوم هود ﴿وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ [سبأ: 35]، ﴿وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ [الشعراء: 138] يستبعدون أن
يصيبهم العذاب، وكما قال المنافقون: ﴿لَوۡلَا
يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ حَسۡبُهُمۡ جَهَنَّمُ يَصۡلَوۡنَهَاۖ
فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [المجادلة: 8]، وكما يقول الكفار لأنبيائهم: ﴿ٱئۡتِنَا
بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [العنكبوت: 29]، يتحدون الله ورسوله فماذا كانت
النتيجة؟ كانت الدمار والخراب لديارهم، ولم يبق منها إلا آثارهم ﴿فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ
تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾ [القصص: 58]، ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ
خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾ [النمل: 52]، فاتقوا الله
عباد الله وحاذروا من عقابه واعتبروا بما يجري حولكم، وتوبوا إلى الله عز وجل
واستغفروه وكلٌ يقوم على إصلاح نفسه أولاً ثم إصلاح أولاده وأهل بيته، تآمروا
بالمعروف، وتناهوا عن المنكر قبل أن يأخذكم الله بعقاب من عنده ثم تدعونه فلا
يُسْتَجابُ لكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 4 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد