وأهله، وهذا هو الولاء والبراء في الإسلام أي: أن توالي أولياء الله وأن تتبرأ من أعداء الله، فإن هذا هو الفارق بين المسلم الحق والمتمسلم في الظاهر، فالذي لا يتبرأ من الشرك ولا يتبرأ من المشركين هذا ليس بمسلم وإن ادعى أنه مسلم، والإسلام له أركان خمسة كما قال صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ بَيْت اللهِ الْحَرَام مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1])، وهذه الأركان هي الأساسات والقواعد والمباني التي يقوم عليها الإسلام وبقية الأوامر والنواهي مكملات لهذه القواعد وهذه الأركان فالواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات كله من الإسلام، منه ما هو واجب، ومنه ما هو مستحب ومكمل، قال صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» ([2])، «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ»، فلا يتكلم فيهم ويقدح فيهم ويؤذي بلسانه ويغتاب وينم، هذا عنده نقص في إسلامه، وسلموا من يده، فلا يقتل ولا يضرب ولا يأخذ أموالهم بغير حق، فهذا الذي يفعل ذلك ظالم وإسلامه ناقص، فالإسلام هو كل ما أمر الله به أو أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم وترك كل ما نهى عنه، ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فهو من الإسلام، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ﴾ [البقرة: 208]، أي ادخلوا في الإسلام كله ولا تأخذوا بعضه وتتركوا بعضه هذا هو المسلم، هناك من يحاول الآن ويعقدون المؤتمرات والندوات ويكتبون، يحاولون التسوية بين الإسلام وبقية الأديان ويقولون كلها أديان حق،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد