بدينه ولا ينخدع بهذه الأقوال وهذه التضليلات، ماذا بقي عند اليهود
والنصارى وقد حرفوا كتاب الله عز وجل وغيروه وبدلوا دينهم ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ
أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، فلا إسلام
بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما جاء به، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ
ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: ﴿وَمَن
يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران: 85]، والإسلام
قبل بعثة الرسول هو ما جاءت به الأنبياء، أما بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
فالإسلام هو ما جاء به هذا الرسول وهو مشتمل على ما جاءت به الأنبياء من قبل، كله
دين حق ولكنه نسخ ما قبله من الأديان وما فيها محرف ومغير ومبدل فالأديان السابقة
الآن إما أن تكون منسوخةً بدين الإسلام، ولا يجوز العمل بالمنسوخ، وإما أن تكون
محرفةً ومبدلةً ليست هي ما جاءت به رسل الله عليهم الصلاة والسلام. فالواجب على
المسلم أن يعرف هذا لئلا يزيغ في دينه وهو لا يشعر أو يصدق هذه المقالات أو يتأثر
بهذه الدعايات، ولهذا قال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢ وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا
وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ
أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا
وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ
يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣﴾ [آل عمران: 102، 103].
***
الصفحة 4 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد