عباد
الله
وتذكروا لماذا خلقتم في هذه الدنيا؟ خلقتم لعبادة الله عز وجل والأعمال الصالحة،
وذلك من مصالحكم فعبادتكم لله مصلحتها لكم أما الله جل وعلا فإنه لا تزيده طاعة
الطائعين ولا تضره معصية العاصين لأنه غني عن خلقه أجمعين وإنما أنتم الذين
تحتاجون إلى عبادة الله من أجل أن يغفر الله لكم ومن أجل أن يتولاكم ويرحمكم ومن
أجل أن تقدموا عليه وفدًا مكرمين يوم القيامة ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا﴾ [مريم: 96]، فالمؤمن العامل بالأعمال الصالحة
يجعل الله له المودة بين عباده لأن الله يحبه وإذا أحبه نشر محبته في السماء ثم
نشر محبته في الأرض أما إذا أبغض الله العبد فإن الله ينشر بغضه في السماء ثم ينشر
بغضه في الأرض وذلك كله بسبب الإيمان بالله عز وجل أو الكفر بالله عز وجل إذا
مصالح الإيمان ومصالح الأعمال الصالحة ومضار الكفر مضار المعاصي ترجع على أصحابها
وأما الله جل وعلا فإنه لا ينتفع من أعمال بني آدم بشيء ولا يتضرر بشيء وإنما
أمرهم ونهاهم لمصالحهم رحمة بهم وبَيَّنَ لهم سبحانه وتعالى طريق الخير ويسره لهم
وبين لهم طريق الشر وحذرهم منه رحمةً منه وإحسانًا؛ لأنهم بحاجة إلى ذلك فاتقوا
الله عباد الله وانظروا مقامكم في هذه الدنيا وما تقدمونه لآخرتكم؛ ليكن همكم ما
تقدمونه لآخرتكم، ولا يكن همُّكم ما تجمعونه في هذه الدنيا وترحلون وتتركونه
لغيركم، اهتموا بما يبقى لكم ولا تهتموا أو تجعلوا كل همِّكم فيما هو لغيركم،
فاتقوا الله عباد الله، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ
خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ
أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩﴾ [الحشر: 18، 19]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد