يمرون عليه على قدر أعمالهم، فمن ليس له عمل لا
يستطيع المرور ويسقط في جهنم ومن معه عمل صالح مر به على حسبه، حتى إن منهم من
يزحف زحفًا لضعف عمله ﴿ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ
ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا﴾ [مريم: 72]، نسأل الله العافية ثم بعد ذلك
يستقرون إما في الجنة وإما في النار، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ
هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ﴾ [غافر: 39] ما بعدها ارتحال ولا انتقال ولا رجوع، وإنما هي دار دائمة إما
نعيم دائم وإما عذاب دائم، ومن المؤمنين من يدخل النار دخولاً مؤقتًا بحسب ذنوبه
حتى يُمَحَّصَ ويطهر فلا يدخل النار دخول خلود، وإنما يدخلها دخول تمحيص وتطهير ثم
يخرج منها ويدخل الجنة ويستقر فيها، أما الكافر فإنه يستقر في النار أبد الآباد
خالدين فيها لا يفتر عنهم العذاب، وهم فيه مبلسون ولا يسمع دعاؤهم ولا شكواهم؛
لأنه فات الأوان أوان التوبة وأوان الاستغفار وأوان الدعاء ولم يبق إلا الجزاء،
فاتقوا الله عباد الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَٱتَّقُواْ
يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا
كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 5 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد