حيث وجد من يؤويه ووجد من ينفق عليه ووجد من يزوجه هذا فرج من الله سبحانه
وتعالى ولما انتهى الأجل سار موسى راجعًا إلى مصر لأنه أدركه حب وطنه وحب أهله
فسار بأهله يعني بزوجته متجهًا إلى مصر وفي الطريق أصابهم برد شديد وضاعوا عن
الطريق وأظلم الليل عليهم فصاروا في برد وفي جوع وفي تيه من الطريق، إذ أبصر نارًا
في الجبل في جانب الجبل فأمر أهله أن ينتظروا وذهب إلى النار ليأتي منها بشيئين
الشيء الأول: أن يأتي بجذوة وقبس ليوقد النار لأهله يصطلون عليه من البرد، الأمر
الثاني: أن يسأل عن الطريق. فلما قرب من النار وإذ هي ليست بالنار المعهودة نار
تتأجج في شجرة خضراء، الشجرة خضراء والنار تتأجج فيها فهي ليست هي النار المعهودة
بينما هو كذلك إذ ناداه ربه جل وعلا: ﴿إِنَّنِيٓ
أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
لِذِكۡرِيٓ﴾ [طه: 14] فناداه ربه وطمأنه ثم إنه أعطاه آيتين؛ الأولى: قال له
ألق عصاك فألقاها فانقلبت حيةً عظيمةً خاف منها موسى عليه السلام وولى هاربًا
منها، والآية الثانية: أمره أن يدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء كالشمس من غير
سوء من غير برص، فلما أعطاه الآيتين قال له: ﴿ٱذۡهَبۡ
إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ﴾ [طه: 24] موسى عليه السلام تذكر شيئين؛ الشيء الأول: أنه ألثغ
اللسان ليس بالفصيح وهم يحتاجون إلى بيان وإلى وضوح في الكلام، والشيء الثاني:
أنه قتل منهم نفسًا فيخاف أن يقتلوه فطلب من ربه أن يجعل أخاه هارون معه يساعده ﴿رِدۡءٗا يُصَدِّقُنِيٓۖ﴾ [القصص: 34] ﴿ووَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا
مِّنۡ أَهۡلِي ٢٩ هَٰرُونَ أَخِي ٣٠ ٱشۡدُدۡ
بِهِۦٓ أَزۡرِي ٣١ وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي ٣٢﴾ [طه: 29- 32] أعطاه الله ذلك
﴿قَالَ قَدۡ أُوتِيتَ
سُؤۡلَكَ يَٰمُوسَىٰ﴾ [طه: 36] فذهب موسى وهارون إلى فرعون الجبار المتكبر وعرضا عليه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد