×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الدعوة وعرضا عليه الإسلام وعرضا عليه أن يرفع الظلم عن بني إسرائيل إلا أنه تكبر وتجبر وأنكر وتغيظ وأنكر أن يكون هناك إله أو رب غيره فعند ذلك أقاما عليه البينات والبراهين بصدق رسالتهما ومن ذلك أن موسى عليه السلام ألقى عصاه عنده فصارت حيةً تسعى فانقلب الجماد إلى حيوان ذي روح هائل معجزةً من المعجزات الإلهية التي لا صنع للبشر فيها، والثانية: أنه أدخل يده في جيبه فخرجت بيضاء أدخلها عاديةً ثم خرجت بيضاء فعند ذلك ادعى فرعون أن هذا سحر وأن عنده سحرةً يعرفون السحر فجمع السحرة وتواعدوا مع موسى عليه السلام في يوم معين فلما حضر الجمع الكبير والحشد الهائل لينظروا من الذي يغلب عرضوا على موسى أن يلقي ما معه لكنه عليه السلام طلب أن يلقوا هم ما معهم أولاً فألقوا ما عندهم من السحر التخيلي والتدجيل والقمرة وجاؤوا بسحر عظيم لأنهم مهرة في السحر قد بلغ السحر في وقتهم مبلغًا عظيمًا فجاؤوا بسحر عظيم ﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ [الأعراف: 116] عند ذلك ألقى موسى عصاه والناس ينظرون إليه ألقاها فالتقمت كل ما صنعوا التهمته في جوفها حتى إنهم خافوا أن تتجاوز إليهم وأن تلتهمهم فسألوا موسى أن يحبسها عنهم فدنا موسى منها وأخذها بيده فعادت عصا فعند ذلك أدرك السحرة أن هذا ليس بسحر لأنهم يعرفون السحر أن هذا إنما هو من الله سبحانه وتعالى فسلموا لموسى وسجدوا لله عز وجل عند ذلك هددهم فرعون بالقتل والصلب ونفذ ما يقول ولكن لم يغن ذلك شيئًا وهؤلاء ماتوا شهداء في سبيل الله قتلهم ظلمًا وعدوانًا فماتوا شهداء في سبيل الله فكان ذلك موقظًا للناس صار هذا الجمع وهذا الحشد الهائل صار من مصلحة الدعوة إلى الله عز وجل،


الشرح