×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 والذين جاء بهم فرعون لينتصر بهم صاروا ضده وانحازوا إلى موسى أخذته المكابرة فقتلهم شر قتلة عند ذلك أمر الله موسى عليه السلام أن يخرج ببني إسرائيل من مصر، أن يخرج بهم من مصر فرارًا من فرعون فخرج بهم من مصر فرارًا من فرعون فلما بلغ فرعون ذلك اغتاظ وحنق وتهدد وجمع قوته وجنوده وخرجوا في أثرهم خرجوا في أثر موسى وبني إسرائيل فبينما هم عند طلوع الفجر إذا موسى وبني إسرائيل على البحر وإذا فرعون أدركهم ووصلهم فصار البحر من أمامهم والعدو من خلفهم فقالوا يا موسى ﴿فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ ٦١ قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ ٦٢ [الشعراء: 61، 62] عند ذلك أمره الله أن يضرب البحر فضربه فتجمد البحر وصار طرقًا يابسةً وشوارع يابسةً فدخل موسى وقومه آمنين مطمئنين مع هذه الطرق ﴿طَرِيقٗا فِي ٱلۡبَحۡرِ يَبَسٗا لَّا تَخَٰفُ دَرَكٗا وَلَا تَخۡشَىٰ [طه: 77] فدخلوا ولما خرجوا من الساحل المقابل دخل فرعون وقومه على أثرهم فأمر الله البحر فعاد إلى طبيعته وأغرق الله فرعون وقومه ونجى موسى وقومه فأهلك الله عدوهم وهم ينظرون إليه فنصر الله المؤمنين وأعز المسلمين وكان ذلك في اليوم العاشر من هذا الشهر وهو يوم عاشوراء فصام موسى هذا اليوم شكرًا لله عز وجل على نعمته، وهكذا النعم تشكر والنصر من الله نعمة عظيمة يقابل بالشكر ولا يقابل بالكبرياء أو بالإعجاب أو بالوطنيات والاحتفالات التي لا فائدة منها أو فيها أضرار أو فيها منكرات لا. إنما تقابل النعم بالشكر فصامه موسى شكرًا لله عز وجل وصام معه بنو إسرائيل واستمرت هذه السُنَّة من بعده في بني إسرائيل حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم العاشر فسألهم عن ذلك وهو يعلم 


الشرح