على الناس فيها: أن فلانًا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رآه في المنام وأن الرسول قال له: قل للناس كذا وكذا. قل لأمتي كذا وكذا ثم يقول في آخرها: من لم يروج هذه الرؤيا وينشرها على الناس فإنه يصاب بكذا وكذا، يصاب بالهم والحزن ومن روجها فإنه يجد الخير ويجد في نفسه الفرح والسرور ولقد نشر هذا منذ أيام بطريق الجوالات وهذا كذب وافتراء، كذب على الله وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله جل وعلا: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا﴾ [العنكبوت: 68] ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾ [الزمر: 32]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْري، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1])، فلا يجوز الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والرؤيا أكثر ما تكون من الشيطان يأتيه ويقول: أنا رسول الله أعمل كذا، أعمل كذا قل لأمتي كذا، وهو شيطان مارد، وهل تعرف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تميزه عن غيره، وتعرف أنه هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا يشتبه بغيره؟ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بِي» ([2])، لكن هذا في حق من يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم ويميزه عن غيره، أما من لا يعرف الرسول بصفاته صلى الله عليه وسلم فإن الشيطان يأتيه ويغويه ويقول أنا محمد قل للناس كذا، أنا الولي الفلاني، أنا أبو بكر أنا عمر مر الناس بكذا وكذا. ثم هذا الشقي يقوم وينشر هذه الرؤيا على الناس ويهدد ويتوعد من لا ينشرها أو يكذب بها ويعد ويبشر من نشرها وفرح بها، وبينها للناس وهذا من الكذب على الله وعلى رسوله، ومن هذا التغرير بالمسلمين، فعليكم الحذر من هذه الترويجات
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1229)، ومسلم رقم (933).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد