أجناسهم وأوقاتهم وأزمنتهم، ماذا عندهم من
الانحطاط في دينهم؟ إنه انحطاط لا تقره العقول السليمة، فاليهود يتنقصون الله
سبحانه وتعالى ويقولون: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ﴾ [آل عمران: 181] ويقولون: ﴿يَدُ ٱللَّهِ
مَغۡلُولَةٌۚ﴾ [المائدة: 64]، يصفونه بالبخل سبحانه وتعالى عما يقولون، والنصارى يقولون:
﴿ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾ [التوبة: 30] أو: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ
ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73] أو: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ﴾ [المائدة: 17] هل بعد هذا التنقص لله عز وجل من تنقص؟ وهم يزعمون أنهم
أكمل الناس، ويقولون: ﴿وَقَالُواْ
كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ﴾ [البقرة: 135] ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ
وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120] هذه ملتهم والعياذ بالله هل يرضى
بها عاقل فضلاً عن مؤمن؟ ومع الأنبياء فاليهود آذوا موسى ولهذا قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ
مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا﴾ [الأحزاب: 69] وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسَۡٔلُواْ
رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ
فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾ [البقرة: 108] والنصارى غلوا في المسيح ابن مريم حتى رفعوه إلى منزلة
الألوهية ومشاركة الله جل وعلا في ربوبيته وإلهيته، وجعلوه ابن الله أو ثالث ثلاثة
أو هو الله، تعالى الله عما يقولون، ولهذا قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ
فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1]).
فالغلو في الدين والغلو في الأشخاص هو من سمة اليهود والنصارى، وفي العبادة اليهود والنصارى بنوا المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وعبدوهم من دون الله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عند موته:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3261).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد