«أَلاَ إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ! فإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1])، وكذلك المشركون من الوثنيين والأميين تنقصوا الله عز وجل فعبدوا معه غيره من الأصنام والأنداد والأولياء والصالحين والملائكة والجن والإنس تنقصوا الله سبحانه وتعالى فعبدوا معه غيره وساووا المخلوق بالخالق، وكذلك في العبادات اليهود تساهلوا في دينهم واستحلوا محارم الله بأدنى الحيل، والعياذ بالله تجرؤوا على الله سبحانه وتعالى فاستحلوا محارمه بأدنى الحيل، وكذلك النصارى غلوا في دينهم وتشددوا ولزموا الصوامع والأديرة ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا﴾ [الحديد: 27]، وقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من الغلو في الدين وحذرنا الله جل وعلا قبل ذلك بقوله: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فََٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَٰثَةٌۚ ٱنتَهُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٞۘ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا﴾ [النساء: 171] فهذه عباداتهم ما بين وثنيين وما بين يهود ونصارى منحرفين في عباداتهم عن دين الرسل، الذين يزعمون أنهم آمنوا بهم ما بين غال وما بين جاف، اليهود في المعاملات استحلوا الربا ﴿وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ﴾ [النساء: 161]، واستحلوا الرشوة ﴿وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ﴾ [المائدة: 62] وهي الرشوة، واستحلوا المعاملات المحرمة لأن همهم جمع المال من أي سبيل ومن أي طريق، ولا يزالون يتصفون بصفة الجشع والطمع وجمع المال من أي سبيل،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد