ومن أي طريق ولا يزالون يتصفون بصفة الجشع والطمع وجمع المال في كل وقت وفي كل زمان، همهم جمع المال من أي طريق لا يبالون من حلال أو من حرام، قد تشبه بهم من تشبه من هذه الأمة فصار يطلب المال من أي طريق ولا يبالي كسبه من حلال أو من حرام بل إن أغلب كسبه أو كل كسبه يكون من الحرام والعياذ بالله والحلال لا يرضيه ولا يكفيه فلا حول ولا قوة إلا بالله، اليهود والنصارى أمرنا الله جل وعلا بمخالفتهم وكذلك بقية الكفرة جميع الكفار من اليهود والنصارى والمشركين والجاهلية نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، والمراد التشبه بهم في عباداتهم والتشبه بهم في عاداتهم الخاصة بهم من ملابسهم وهيئاتهم ومشيتهم وكلامهم، وغير ذلك مما هو خاص بهم فالمسلم لا يتشبه بالكفار، وقد ابتلي كثير من المسلمين بالتشبه بالكفار مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَان قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ» ([2])، هذا خبر منه صلى الله عليه وسلم معناه التحذير من التشبه باليهود والنصارى حتى في أتفه الأشياء، وأنت تجد كثيرًا من الناس يتشبه باليهود والنصارى في أشياء تافهة لا خير فيها مثل حلق اللحى، ومثل تغذية الشوارب ومثل أنواع الملابس للنساء الكاسيات العاريات، في الشعور كما في شعورهن بالنمص وقص الرؤوس، وجعلها كوفرة الرجل وتدريجها وما أشبه ذلك، ليس للشيء إلا للتشبه
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد