×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 لأن الكفار يفعلون هذا وهؤلاء يعتقدون أن الكفار أكمل فيقلدونهم؛ لأنهم لو كانوا يبغضونهم ويعتقدون أنهم ناقصون لما تشبهوا بهم والخطر شديد، قد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»  ([1])، لأنه لا يتشبه بهم في الظاهر إلا من يحبهم في الباطن ومن أحبهم في الباطن فهو منهم ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أقل أحوال هذا الحديث أن يدل على تحريم التشبه وإن كان ظاهره يقتضي الكفر. ولا شك أن التشبه درجات فمنه ما هو كفر كالتشبه بهم في عبادة القبور والأضرحة والبناء عليها فإن هذا انسحب إلى بعض المسلمين أو إلى الفرق الضالة المتسمية بالإسلام انسحب من اليهود والنصارى فإنهم أول من فعل هذا الفعل فالتشبه بهم في البدع وإحداث الأعياد المبتدعة والموالد المنكرة وغير ذلك مما أدخلوه في الدين وهو ليس منه وهو ليس من الدين ويعتقدونه محبةً للرسول وهو بغض للرسول لأن من أحب الرسول اتبع سنته، ولهذا يقول الشاعر:

تحب أعداء الحبيب وتدعي *** حبًا له ما ذاك في إمكان

والآخر يقول:

تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس شنيع

لو كان حبك صادقًا لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع

فأين هم وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وأين هم ومحبة الرسول وهم يحدثون ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنّ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).